Written by Mohamed Balam – Data analyst and mobile developer

في كل مجالات الحياة اليومية و العملية، تعلم الأساسيات شيء و العمل والتطبيق شيء آخر، فعلى سبيل المثال عندما تتعلم كيف تقود السيارة في أول مرة في ساحة التدريب بالتأكيد ستكون أسهل مما هي عليه في الطريق مع الكم الهائل من السيارات وقوانين المرور التي يجب اتباعها، كذلك هو الحال عندما تتعلم أساسيات تطوير البرمجيات، لابد لك و أن تقوم بالتجربة و تطبيق كل الأساسيات عن طريق بناء مشاريع صغيرة لكي تجهز نفسك لسوق العمل، لأنه و في ظل تواجد العديد من المطورين حولك يجب عليك التحلي بالكفاءة لكي تواصل مسيرة نجاحك.

هناك  عدة نقاط سأقوم بذكرها و التي ربما يراها البعض بسيطة و لكنها تعود عليك بالنفع عن طريق مساعدتك في كسب الخبرة للتطبيق العملي والانتقال من مرحلة المبتدئ إلى مرحلة المحترف.

دعك من التفكير و ابدأ 

 قد تبدوا رحلة الوصول إلى الإحترافية بعيدة المنال، فكما ذكرت في المقدمة، لا يوجد شخص ولد بالخبرة إنما مع العمل والتدريب المستمر يصل الشخص لذلك، ربما لو ألقيت نظرة على التقنيات التي لم تتعلمها بعد بنظرة أنه من الصعب عليك أن تتعلمها أو أنك لا تمتلك الوقت لاتقانها و ما إلى ذلك من الأفكار السلبية، بهذه الطريقة ستؤثر سلباً على نفسك، فإن المطور المحترف أيضا ربما هو الآخر لم يتعلم كل التقنيات، ولكن ثق بي بأنه لم يصبح محترفا بالتفكير و إنما أصبح كذلك بالبدء خطوة بخطوة في تعلم التقنيات حتى وصل لما هو عليه الآن.

لذلك ابدأ مسيرتك وقم بحذف الأفكار السلبية من ذاكرة عقلك وقم بالخوض في مجالك ووضع خطة خاصة بك لتعلم التقنيات و المهارات اللازمة بالإضافة إلى إنشاء مشاريع صغيرة تكسب منها الخبرة حتى تهيئك لتكون مطوراً محترفاً في أقرب وقت ممكن, كما يقولون “أفضل وقت للبدء هو الآن”

اقرأ مدونات ذوي الخبرة

قراءة المدونات من أشخاص لديهم الخبرة في تطوير البرمجيات ماهو إلا خارطة لكنز المعلومات التي تحتاج إليها، حيث تحتوي على شرح للتقنيات و الأدوات التي تحتاجها بشكل رائع و مرتب، ربما على هيئة خطوات ورسوم توضيحية، إضافة أنه عند تعلم معلومة من شخص ذو خبرة يغنيك و يختصر عليك قراءة كتاب كامل بالخصوص، أيضاً يعطيك نصائح مترتبة على تجربته المسبقة، توجد العديد من المنصات الخاصة بالمدونين من أشهرها “Medium” و “Linkedin”، والتي يمكنك فقط الدخول لإحداهن والبحث عن الشيء الذي تريد الإطلاع عليه و يمكنك حتى متابعة المدون إن أعجبتك مقالاته والتواصل معه في حال احتجت لمساعدته مستقبلاً.

 شارك كودك البرمجي

إن كتابة الكود البرمجي هي من أهم الأشياء التي من الواجب على أي مطور العمل على تحسينها، لأنها أساس عمله، فإن الكود كلما كان فعالاً و خالٍ من الأخطاء كلما كان أفضل، ومن الأشياء التي تساعد على التحسن في أي مجال، أخذ رد فعل و نقد بعض الأشخاص من حولك، حيث يمكنك كمطور برمجيات مشاركة الكود الخاص بك مع الأصدقاء المطورين و البدأ في  نقاش حوله و استبدال الآراء حول كفاءة الكود وكيفية تحسينه، لأن كما نعلم بأن الكود البرمجي يختلف بإختلاف تفكير الشخص و نظرته للمشكلة التي يواجهها، و من هذا المبدأ فإن تبادل الآراء و المشاركة مع الأصدقاء لهو شيء جيد ذو قيمة عالية يسمح لك بالتطوير من ذاتك و مواصلة طريقك كمطور محترف.

 التركيز على التعلم وقت الحاجة

من الجيد أن تكون على معرفة بالعديد من التقنيات ولغات البرمجة، ولكن من الصعب جداً أن تكون ملم بجميع التقنيات وطريقة عملها والخبرة الجيدة في كل منها، لذلك من أساسيات أن تكون مطوراً محترفا هي المرونة في العمل، والقدرة على تعلم الأشياء بشكل سريع، لذلك دائما أنصح بتعلم الأشياء التي تحتاج إليها في عملك و تريد استخدامها، ومع كل مرة تتعلم فيها لتقنية ستجد أنك تلقائيا تزيد من دائرة معرفتك بالتقنيات، ومن أفضل الطرق للتعلم بشكل سريع و ممتاز هي اتباع مبدأ “Readme Driven Development“.

 والذي هو ببساطة تتبع قراءة الملف التعريفي “Readme” بالمكتبة أو التقنية المراد استخدامها الذي يحتوي على تفصيل مختصر ورائع لكيفية استخدام المكتبة أو التقنية التي تودها، على سبيل المثال إطار عمل Hexo الخاص بـ NodeJS   ، يحتوي على ملف README يوضح طريقة البدء باستخدام هذه المكتبة,  وترفق كل مكتبة بملف “Readme” يحتوي شرحاً مبسطًا لها، حيث يكون مقسم لأربع أو خمس أقسام أهمها، قسم التعريف بالمكتبة و ما تحتاجه لاستخدامها، وقسم يوضح طريقة تثبيت المكتبة، و قسم يحتوي أمثلة واقعية لتلك المكتبة تساعدك على كسب الخبرة في استخدامها.

 تعلم أوامر (التحكم بالإصدارات) Git

تقنية Git هي أحدى أشهر (إن لم تكن الأشهر) تقنيات التحكم بالمصدر, باختصار هي تقنية تساعدك على تتبع تعديلاتك على ملفات الكود المصدري الخاص بك فهي تقوم بمراقبة كل التغييرات التي تطرأ على الملفات منها التعديل والحذف والإضافة وتضيف لك إمكانية تسجيل التعديلات على هيئة ما يسمى بالـ Commits التي بوظيفتها تساعدك على تتبع تعديلاتك وتقسيم عملك إلى “إصدارات”, هذا بالإضافة إلى العديد من الميزات والأدوات التي تساعدك على التحكم بإصدارات الكود الخاص بك, و لاشك أنك عندما تصبح مطوراً محترفاً ستقوم بالعمل على مشاريع كبيرة مع العديد من المطورين، ويعتبر هذا الجزء الثاني من تقنية الـ Git وهو ما يعرف بالجانب التعاوني وهو  من أساسيات التأقلم مع الفريق, أن تكون على دراية بالعمل التعاوني  على نفس الكود المصدري بشكل مرن و سلس وبدون أي مشاكل، ولكي تتعامل بمرونة عليك تعلم استخدام أوامر “Git” و التي تعتبر من أهم و أفضل الأشياء على الإطلاق، حيث تسمح لك كعضو في فريق عمل بإنجاز مهامك المطلوبة دون أي تأخير و تعطيل لأي عضو آخر في الفريق، ورفعها على المنصات التي تسمح بالعمل الجماعي وتحفظ الكود البرمجي بالتعامل مع أوامر”Git” ومن أفضل المنصات التي يمكنك استخدامها هي “Github” 

سباق الكتابة “TypeRacer”

من الأشياء المهمة التي تحتاجها كمطور هي السرعة في الكتابة على لوحة المفاتيح، حيث كونك مطور لديك السرعة في الأداء و حفظ أماكن الأحرف على اللوحة يجعل من إنتاجيتك  تزداد بالإضافة إلى إنهاء مهامك بشكل أسرع، من أمتع الأشياء التي تدربك على الكتابة بسرعة على لوحة المفاتيح هي لعبة “TypeRacer“، والتي هي عبارة عن لعبة سباق على الإنترنت ، يكون زيادة سرعتك في السباق هي كتابتك السريعة والدقيقة للجمل التي تظهر أمامك في الشاشة، حيث تعطيك التحدي والحافز للفوز الذي مع الوقت والتدريب سيعطيك الخبرة في استخدام لوحة المفاتيح بشكل سريع و ممتاز.

تحدّى نفسك

كمطور للبرمجيات التحدي هو من أساسيات تطوير المهارات، حيث مع التجارب و تعلم المهارات كل يوم، ستصل لمرحلة الإحتراف بسرعة أكبر، لذلك هذا الجزء من المقالة خاص بك أنت كمطور، قم بمشاركتنا بالخطوات التي استخدمتها من هذه المقالة لتنمية مهاراتك، أيضا شاركنا بالمشاريع التي قمت ببنائها و المهارات التي اكتسبتها، على سبيل المثال لو قمت بتعلم كتابة أوامر “Git”  أو قمت بتعلم تقنية جديدة بعد قراءة ملف “Readme” الخاص بها، أو قمت بتحدي الكتابة، قم بمشاركته معنا حتى تزداد فرصتك للفوز معنا بالجوائز المقدمة من البرنامج، وتذكر أن كل شيء قد قمت به مهما بسيطاً، هو في الحقيقة مكسب كبير.  

الخلاصة

لا شك أن كل ما تحدثنا عنه مثير للإهتمام و مفيد لرسم طريق نجاحك كمطور محترف الذي أتمنى قريباً جداً رؤية إنجازاته وقصص نجاحه تصل للعالمية، إن الإهتمام و العمل و التدريب لأمر جيد وذو قيمة لزيادة فرص النجاح، ولكن دائما ما أنصح به هو حب العمل و الشغف و النظر لكل العثرات التي ستواجهك بأن حلها موجود و أنك قادر على البحث عنه و تنفيذه، إضافة إلى عدم السماح لحالات الفشل في طريقك تؤثر فيك سلباً، بل اجعل منها وقود لعربة نجاحك على طول الطريق.